تُعد القهوة المشروب المفضل لدى الملايين من مختلف الثقافات حول العالم، وذلك ليس إلا بفضل تاريخ مزدحم من الأحداث التي أثّرت على زراعة البُنّ، وتصديره، وانتشاره مع الحركات الاستعمارية، وما نتج عن هذا الانتشار من صناعة القهوة، التي أصبحت اليوم إحدى أهم الصناعات العالمية؛ إذ تدخل القهوة في كثير من الطقوس التقليدية والاجتماعية لمختلف الشعوب، كما يعتمد استيقاظ الكثيرين ومزاجهم على القهوة بشكل يومي، مما يجعل من الحياة بالنسبة لهم غير ممكنة بلا قهوة.
وعلى الرغم من الاختلاف الدائم حول أيّ المشروبين؛ الشاي أم القهوة، هو الأكثر شعبية وتفضيلاً، إلا أنّه ما مِن خلاف على أنّ أنواع القهوة المختلفة تُرضي الأذواق المتمايزة لجميع مُحبّيها. تابع القراءة لتتعرّف على أنواع القهوة، وما يواجه صناعتها من تحديات.
أنواع القهوة
هل سبق لك أنْ ارتبكتَ أمام خيارات القهوة العديدة على لائحات المقاهي؟ تتعدّد وتختلف أنواع القهوة وفق اختلاف نوع البُنّ الذي تُصنع منه، إضافة إلى كيفية تحضيرها، والتالي بعض أنواع القهوة، وما يميزها عن الأخرى، حتى لا تشعر بالضياع عند طلبك إياها في المرات القادمة:
1. القهوة التركية
تُعد القهوة التركية من أكثر أنواع القهوة شعبية وشيوعاً في بعض الدول العربية، وتعود تسميتها إلى طريقة تحضيرها التي تعود للأتراك. ويتم تحضير القهوة التركية من بُنٍّ مطحون بشكل ناعم للغاية؛ إذ يُطحَن حتى يصبح مسحوقاً ناعماً، ثم يتم إضافته إلى الماء بعد غليه. يتم تقديم القهوة التركية بدون سكر، وقد تُقدّم أحياناً مع بعض الحلوى على الجانب.
2. القهوة العربية
تختلف أنواع القهوة العربية وفق نوع البُنّ، ومِن أنواعه البُن الهرري، الذي يتم زراعته في هرار بأثيوبيا، والبُن الخولاني، الذي يُزرع في ولاية خولان في اليمن، والبُن اللقمتي، الذي يُزرع في أفريقيا. وتتمايز أنواع القهوة العربية أيضاً حسب درجة تحميص البُنّ، فمنها القهوة السوداء، والمتوسطة، والفاتحة، والشقراء، والبيضاء. كما تتنوع حسب طريقة التحضير. وتعد القهوة العربية رمزاً للكرم، كما أنّها جزء من الكثير من الطقوس الاجتماعية كالأفراح والمآتم، وتُقدَّم أحياناً مع التمر.
طالع أيضا : منتجات هوريكا بأفضل الاسعار مع شركة ارزاق
3. الاسبريسو
تعد الاسبريسو، ذات القوام السميك والسطح الكريمي، أحد أنواع القهوة التي تُشكّل مكوناً أساسياً لبعض أنواع القهوة الأخرى. ويتم تحضير الاسبريسو من خلال طحن البُنّ بشكل متوسط، ومن ثم ضغط الماء الساخن مع كمية كبيرة من البُنّ من خلال آلة لضغط القهوة. وتُقدّم الاسبريسو ذات الأصل الإيطالي بكميات صغيرة في أكواب صغيرة الحجم، ويعود السبب في ذلك إلى كون الاسبريسو قهوة مضغوطة ومُركّزة، فيصبح من غير الصحي شُربها بكميات كبيرة.
4. أمريكانو
يدخل الاسبريسو في تكوين الأمريكانو، إلا أنّ الأمريكانو يُقدّم بكميات أكبر من الاسبريسو، فيكون الاسبريسو المُكوّن له أقل تركيزاً؛ إذ يتكوّن الأمريكانو من الاسبريسو بنسبة 40% والماء بنسبة 60%. يضيف البعض السكر والحليب إليه، إلا أنّ الشائع تناوله كما هو دون أية إضافات.
5. لاتيه
يتكوّن اللاتيه من قهوة الاسبريسو التي توضع في قاع الكوب، والحليب الذي يتم إضافته أعلاه، والرغوة في بعض الأحيان. ويتميز اللاتيه بنسبة حليب أعلى من القهوة، فيكون طعمه حليبياً.
6. موكا
تختلف قهوة الموكا عن اللاتيه في إضافة صوص الشوكولاتة على اللاتيه عند تحضير الموكا، وتُقدّم قهوة الموكا في أكواب طويلة أو متوسطة كما اللاتيه، ويمكن تقديمها باردة مثلجة، فتعرف حينها باسم "آيسد موكا."
التحديات التي تواجه صناعة القهوة
إنّ التحديات التي تواجه صناعة القهوة تتمركز في التحديات التي تواجه زراعة محاصيل البُنّ، والمتمثلة في كل مما يلي:
1) الآفات، مثل صدأ الأوراق، والحشرات الزراعية والديدان الناتجة عن الانحباس الحراري، حيث تقوم جميعها بتدمير محاصيل البُنّ.
2) درجات الحرارة غير المعتدلة والتي تؤدي إلى دمار المحاصيل، حيث تعيق درجات الحرارة المنخفضة نمو بذور البُنّ بينما تجفّف درجات الحرارة المرتفعة البذور قبل نضجها.
3) الأعاصير وانزلاقات التربة التي لم يألفها من قبل مزارعو البُنّ، التي تؤدي على إغراق النباتات في الوحل.
4) التغير المناخي الذي ينجم عنه هطول الأمطار الغزيرة في بعض المناطق على غير المعتاد، مما يؤدي إلى تساقط الثمار والأوراق، وبالتالي تقليل إنتاج المحاصيل، أو على العكس منه: الجفاف.
5) ضغط الأراضي.
6) نقص العمالة.
7) ارتفاع أسعار الأسمدة مؤخراً.
إنّ التحديات
أعلاه قد تؤدي إلى قلة إنتاج البُنّ وصناعة القهوة بناءً عليه، إضافة إلى ارتفاع
أسعار القهوة في الأسواق بشكل غير مسبوق إنْ لم يتم احتواء هذه التحديات عاجلاً،
وتنفيذ حلول مناسبة وفعّالة على المدى الطويل.
طالع أيضا : دليل مصانع البيوت المحمية في السعودية