ارتفاع سعر الدولار الأمريكي اليوم أمام الجنيه بعد الاستقرار طوال الأشهر الخمسة الماضية، يرجع إلى الانخفاض في احتياطي النقد الأجنبي، نتيجة استخدامه في مواجهة جائحة كورونا، ودعم العديد من قطاعات الدولة لمواجهة الأزمة، وهذا الأمر ليس في مصر وحدها وإنما في العديد من الدول المحيطة
سعر الدولار فى مصر خلال الفترة الاخيرة :
وكان المتوقع خلال الفترة الماضية أن يكون الارتفاع بالنسبة للدولار أمام الجنيه بنسبة أعلى مما حدث، حيث رأينا أناستهلاك عالي جدا في استهلاك النقد الأجنبي، في الوقت الذي انخفضت فيه عائدات البلاد من النقد الأجنبي، نتيجة توقف أو انخفاض مستوى العديد من الأنشطة التصديرية والسياحة وتحويلات العمالة بالخارج، بالإضافة إلى انخفاض إيرادات قناة السويس.
حيث استقرار الدولار عند مستوى 16 جنيها، ويستمر علي هذا الحال لفترة من الزمن، نظرا لتفضيل البعض الاحتفاظ بالنقود في الداخل لمواجهة أي أزمات صحية أو اقتصادية قادمة، وسوف يتغير هذا الوضع عندما تبدأ الدول العربية في تسيير رحلات الطيران، حيث يمكننا أن نستحوذ على جزء من السياحة العربية، بينما يفضل العرب مصر سياحيا، خصوصا في فصل الصيف.
التعايش مع جائحة كرونا وسعر الدولار فى مصر خلال الفترة الاخيرة:
إن الإشغالات الفندقية في منطقة القاهرة خلال هذه الفترة مبشرة بعد قرارات وزارة السياحة، مع التأكيد على تجنب الزحام واتباع الإجراءات الاحترازية، لكن هذا لن يمنع أن تكون هناك حركة حرة للجنيه خلال الفترة القادمة، وفقا للسياسة الحرة التي يتبعها البنك المركزي لمنع عودة المضاربة في الدولار من أصحاب رؤوس الأموال والاتجاه إلى السوق السوداء.
حيث أنه منذ بداية الإصلاحات الاقتصادية اتجهت مصر إلى تطبيق سياسات مرنة فيما يخص سعر الصرف، حيث تم ترك العرض والطلب يحدد سعر الدولار في مصر خلال الفترة الاخيرة، وهو أمر طبيعي لمواجهة الأزمات، مثل جائحة كورونا والتي ألقت بظلالها على الاقتصاد المصري وأغلب اقتصاديات العالم، وبشكل خاص الاقتصاديات الناشئة والتي تضررت بعمق جراء تلك الجائحة، حيث سيكون هناك تحركات في سعر الدولار فى مصر نتيجة مخاوف الناس واتجاههم لعمليات الدولرة، وهذه طبيعة تخص ثقافة المصريين والذين يتجهون في مثل هذه الأزمات إلى الاحتفاظ بالدولار أو الذهب.
ثقافة المصريين وسعر الدولار فى مصر فى الفترة الاخيرة:
إن الثقافة المصرية أدت إلى زيادة الطلب على الدولار، مشيرة إلى أن ارتفاع الدولار في هذا التوقيت غير مفاجىء، مع هدوء وانحسار أزمة كورونا في الربع الأخير من هذا العام، قد يهدأ ويستقر سعر الدولار فى مصر فى الفترة الاخيرة، تزامنا مع عودة النشاط الاقتصادي وارتفاع معدلات الطلب مرة أخرى.
وأنه رغم الأزمة إلا أن هناك نظرة إيجابية فيما يتعلق بالاقتصاد المصري وتمثل ذلك في تغطية السندات الدولارية الأخيرة، وهو ما يعني أن تحركات الجنية مقابل الدولار لن تكون بشكل عنيف وحاد ولكنها سوف تتسم بالتذبذب، ولن تزيد نسب التذبذب بين الجنيه والدولار عن 5 بالمائة، والأمر غير مرتبط بتزايد أعداد المصابين بكورونا وإنما بقدرة النشاط على التعايش.
وارتفع سعر الدولار، فى شهر يونيو، بمقدار ما بين 4- 7 قروش على مستوى البنوك العاملة فى مصر، وذلك مقارنة بختام تعاملات أمس مسجلا فى البنك الأهلى المصرى 15.89 جنيه للشراء، 15.99 جنيه للبيع، مقابل سعره أمس 15.82 جنيه للشراء، 15.92 جنيه للبيع، ووفقا لآخر تحديثات عدد من البنوك المختلفة في مقدمتها البنك الأهلى المصري، مقارنة بالأسعار التي كانت سائدة خلال الأشهر الخمسة الماضية.
Tags:
اقتصاد